هدوء القمر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هدوء القمر

مــحـــمــد احــمـــد عـــطـــيـــة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العدالة فى الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
the rider




المساهمات : 106
تاريخ التسجيل : 04/03/2010
الموقع : MM_ANGEL2010@YAHOO.COM

العدالة فى الحياة Empty
مُساهمةموضوع: العدالة فى الحياة   العدالة فى الحياة Icon_minitime1الأحد أبريل 04, 2010 11:59 pm

جولة صغيرة في أحياء المدينة، كفيلة بأن تعيد المرء مثقلاً بهموم كثيرة، ولا سيما إن امتلك تلك الحاسّة التي تقود إلى رؤية ما لا يراه الآخرون، أوبالأحرى .. ما لا يأبهون برؤيته، فيعود محملاً بصورٍ كثيرة مؤلمة بصمت، ولقطات شتّى صارخة بألم، عن ما يعيشه الناس، وعن أحوالهم المزرية، تظللهم في كل ذلك البطالة والغلاء، وينهشهم الفقر والجوع، ويتآكلهم الحرمان ..
كثيراً ما نتساءل .. أين العدالة في الحياة؟ هل هي موجودة حقاً ؟!
كيف ونحن نلحظ هذا التفاوت الكبير بين البشر في العلم والمال والوظيفة !
نجد في المدينة الواحدة أحياء فقيرة منسيّة،قد تنكرت لها المدنية فلم تعرف إليها سبيلاً، واختفى سكانها تحت رداء ممزّق منالفقر والمرض والجهل، فرسمت ملامحهم بكثير من أسى، وفي ناحية أخرى من ذات المدينةتجد المباني الرّاقية والشوارع النظيفة المعشبة، والسكان المتعلمين، والحضارةالمترفة !
نحاول أن نوجد في خيالنا عالماً أفلاطونياً يتساوى فيه الناس من جميع الفئات والطبقات، فلا تلبث الصّورة وأن تشوّش، إذ أن الأمر مستحيل ..
نفكر بعمق فنسلّم بالعدالة الإلهية، ونجد أنفسنا قد شطحنا بخيالاتنا إلى حدود لا معقولة، فقد فضّل الله بين البشر كلّ على حسب عمله واجتهاده وعلمه وجدّه، وهاهم كبار المتعلمين يتخرجون من الأحياء الفقيرة، فينهضون بأنفسهم ومجتمعاتهم، ويقدمون الحضارة بمابذلوه من جهد وعناء .. وهاهم بعض الأولاد المترفين يتسكعون في الأحياء الثريّة،يحارُ الآباء فيهم كيف يعيدونهم إلى أسوار المدرسة ..
فالمساواة موجودة بين البشر، ومهمة التطوير والاجتهاد من أجل التقدم منوطة بكل فرد وقابليته الشخصية ليكون أفضل ..
ونخلص إلى نتيجة أن العدالة الإلهية موجودة، لكن الظلم من صنعالبشر ..
يظلم البشر أنفسهم حين يمتلكون الطاقة والموهبة والذكاء، فيئدونها حيّة، أو يستخدمونها في مجالات التخريب والتدمير وإيذاء الآخرين، ويحولون مهاراتهم وإبداعهم للسلب والنهب والاحتيال والرشوة ..
كما أنهم يظلمون أنفسهم وقد تكبر منحصل على مراده، وتوارى من هم وحرج من شعر أنه في هذا العالم صغير، تقيّمه مهنته البسيطة أو حرفته المتواضعة، أو مستواه التعليمي والمادي.. أو حتى مظهره !
ويظلم البشر بعضهم بعضاً وقد أعماهم الطمع فاستولوا على حقوق الآخرين ظلماً وعدواناً،فاستغلوا ما أتيح لهم ليتجبروا بغير حق، فمن البشر من استولى على حق أخيه في الحياة، ظناً أنها قد خلقت له وحده، ، فهو يشكو التخمة وجاره يئن من ألم الجوع،ومنهم نال بالمال أعلى درجات العلم في حين دفنت مواهب وعقول بسبب قلة ذات اليد،ومنهم من جنّد لنفسه طاقماً من الأطباء إثر وعكة طفيفة أو زكام, في حين يموت آلاف الأطفال كل يوم بسبب الفقر شح الدواء..
ونعود إلى النقطة التي قد بدأنا منها ،ونحن نحمل مرارة أكبر من التي كانت، وقد تيقنا الآن أن العدالة موجودة، لكننا نحنمن نساهم في مضاعفة الظلم على الآخرين ممن يعيشون قربنا، ويقاسمونا الماء والهواءوالدين واللغة، لنتساءل عن الخطوة التالية .. وهل سنبقى نتأمل تلك اللوحات طويلاً؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العدالة فى الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هدوء القمر :: الــعـقيــدة-
انتقل الى: